للخروج بها من النفق المُظلم.. تطوير حديقة حيوان الجيزة لتعود "درّة التاج"
- نائب وزير الآثار السابق: يجب محاكاة حدائق الحيوان العالمية
- متحدث وزارة الزراعة: هدفنا تقديم خدمة متميزة للمواطن المصري
حديقة الحيوان بالجيزة جزء من تاريخ مصر، ومن الحدائق التراثية الأقدم في مصر والعالم، وتعد ثاني حديقة في العالم من حيث الإنشاء، والتي تستحق بذل الكثير من الجهود لرفع كفاءتها ووضعها بين مصاف الحدائق العالمية، حيث وضعت الحكومة المصرية نصب عينيها تطوير حديقة الحيوان ضمن خطة الدولة لتطوير الحدائق الكبرى بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك بعد أن خرجت في عام 2004 من عضوية الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان "الوازا"، ومن هذا المُنطلق كان لزامًا على الدولة تطوير حديقة الحيوانات بما يتوافق مع المعايير الدولية.
تأسست حديقة حيوان الجيزة أو "جنينة الحيوانات" سنة 1891م، وهي أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات في أفريقيا، وكانت تسمى "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا".
أمر بإنشائها الخديوي إسماعيل، وافتتحت في العام 1891م في عصر الخديوي محمد توفيق ابن الخديوي إسماعيل، وكانت البداية بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة في البيئة المصرية، وكانت حديقة الحيوان تضم قرابة ستة آلاف حيوان من نحو 175 نوعا منها، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية.
تبلغ مساحة الحديقة نحو 80 فدانا، وتواجه بوابتها الرئيسية شارع شارل ديجول في القاهرة، وتوجد على الضفة الغربية لنيل القاهرة، وتوجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية، وبحيرات للطيور المعروضة، كما تحوي متحف تم بناؤه في العام 1906م، ويضم مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المُحنّطة، ويُقدر عدد زوار الحديقة بنحو مليوني زائر سنويا.
وجهت انتقادات شديدة لإدارات مُتعاقبة أشرفت على حديقة حيوانات الجيزة بسبب عدم الأخذ بتوصيات من الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان، كالاهتمام بها بالشكل المطلوب، مما أدى إلى تفشي أمراض قضت على حيوانات نادرة، إضافة إلى المعاملة السيئة التي كانت تلقاها بعض الحيوانات في الحديقة كربط الأفيال بالسلاسل المعدنية، ما أدى لاستبعادها في عام 2004م من عضوية الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان العام "WAZA" الوازا.
يهدف مشروع تطوير حديقة حيوان الجيزة، الذي يتم بالتعاون بين وزارة الزراعة والهيئة القومية للإنتاج الحربي، لتحسين إيواء الحيوانات في الحديقة وفق المعايير العالمية، والمقرر أن يتم عرض الحيوانات أمام الزوار بشكل يضمن الوصول لمستوى عالمي لائق، علاوة على خلق مساحات تكون بمثابة متنفسا طبيعيا للمواطنين، حيث الهدف الأول للدولة من عملية التطوير خدمة المواطنين وتحقيق عائد يضمن استدامة التشغيل مع الحفاظ على الطابع التاريخي والفني المميز لتلك الحديقة، كما يضم المشروع مد خط تلفريك يربط بين حديقة الحيوان وحديقة الأورمان المقابلة لها على الجانب الآخر.
أستاذ الآثار الدكتور محمد عبداللطيف نائب وزير الآثار السابق، وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة أثنى على مشروع تطوير الحديقة ووصفه بالأمر الجيد.
وأضاف عميد كلية السياحة والفنادق في تصريحات خاصة لمصر الآن، حديقة الحيوان بها جزيرة الشاي ومتحف الحديقة، وهما جزئان هامان في الحديقة ويجب الإهتمام بتطويرهما، وفيما يخص الحديقة بشكل عام أرجو أن يتم النظر إلى حديقة حيوان عالمية زرتها في وقت سابق وهي حديقة حيوان "باريس"، أو "هايدلبرج" في ألمانيا، وهي حديقة رهيبة جدًا رغم وقوعها في مدينة صغيرة جدًا في ألمانيا، وهي أحد عناصر الجذب للمدينة رغم أنها مدينة سياحية من الطراز الأول وبها قلاع أثرية قديمة وعريقة، وتطل على نهر نيكار في ألمانيا.
وواصل "عبداللطيف": هذه الحدائق نموذج ممتاز جدًا، ويمكن التعامل مع بشكل جيد من خلال نقل التجربة، وهو أمر لا يعيبنا في شيء، فعملية نقل التجارب الإيجابية أو تقليدها أو محاكاتها أمر لا يسيء لأحد، وهناك بعض الأمور التي تتناسب مع طباعنا الشرقية، لا مانع من إضافتها أيضًا.
وأكد نائب وزير الآثار السابق، على أهمية تطوير متحف الحديقة قائلًا: يجب ألا يتخلى مشروع التطوير، وأن يكون أحد جزئياته تطوير الجانب الأثري داخل حديقة الحيوان، وهذا الأمر سيكون جيد لعملية الجذب والزيارة للحديقة.
الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة أكد أن خطة تطوير حديقة حيوان الجيزة ستكون شاملة، وستخضع لكل المعايير الدولية، ولمعايير كافة المنظمات العاملة في مجال حماية الحيوان، وتنظيم عمل حدائق الحيوان.
وأضاف "القرش"، في تصريحات خاصة لـ"مصر الآن"، عملية التطوير ستتم بالشراكة بين وزارة الزراعة والهيئة القومية للإنتاج الحربي، وملكية الحديقتين بمقتضى الشراكة تابعة لوزارة الزراعة، ولكن عملية التطوير ستقوم بها الهيئة القومية للإنتاج الحربي، بالتعاون مع مختلف الجهات المتخصصة ذات الكفاءة العالية في تطوير حدائق الحيوان، بحيث تكون حديقة الحيوان في مصر تضاهي مثيلاتها عالميًا، وفي ذات الوقت ستُجرى عملية تطوير لحديقة الأورمان بشكل كامل، مؤكدًا أن مليكة الحديقة وكافة الإجراءات ستخضع لوزارة الزراعة بالكامل، ولكن سيكون للجهة المنفذة لمشروع التطوير حق الانتفاع.
وفيما يخص الجزء الأثري بالحديقة قال المتحدث الرسمي بإسم الزراعة: نحن نحافظ على كافة المباني والمنشأت الأثرية داخل الحديقة. وعن مشروع التلفريك الذي يربط بين الحديقتين أوضح، أن تفاصيله الكاملة مع الجهة المُطوّرة وهي الهيئة القومية للإنتاج الحربي، لأنها الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع.
وفيما يخص استيراد حيوانات جديدة للحديقة ضمن عملية التطوير، وأكد "القرش" أن كافة الأمور التي من شأنها إعادة حديقة الحيوان إلى رونقها الطبيعي والمتميز الذي يضاهي حدائق الحيوان في العالم سيكون محل دراسة، وسيتم العمل على كل ما من شأنه رضى المواطن المصري.
وعن أسعار تذاكر الدخول بعد عملية التطوير، قال، أنها ستكون خاضعة لذات الآليات والضوابط التي وضعت من قبل وما زالت تُطبق، مشيرًا إلى أهمية خلق مكان يحظى بإهتمام دولي ويليق بالمواطن المصري، مؤكدًا أن الحديقة ما زالت تعمل وتستقبل الزوار حتى الآن، وأن عملية التطوير ستبدأ في فصل الشتاء، وأنه تم ضغط وقت عملية التطوير لتصبح عام واحد فقط، على أن تتم عملية التطوير دون غلق الحديقة، وفي حال الإضطرار إلى غلقها بشكل مؤقت بسبب ظروف قهرية، سيتم إخطار المواطن والإعلان عن ذلك قبلها.